
في خطوة وصفها مراقبون بـ”الحاسمة والمفصلية”، أصدر رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، د. كامل إدريس، توجيهات صارمة تقضي بعودة الجامعات السودانية إلى العاصمة الخرطوم، وبدء عمليات صيانة شاملة للمؤسسات التعليمية التي لحقت بها أضرار جسيمة جراء اعتداءات المليشيا المتمردة.
وخلال اجتماع عُقد في بورتسودان، شدد إدريس على ضرورة الشروع الفوري في حصر الأضرار، وتهيئة بيئة ملائمة لعودة العملية التعليمية إلى العاصمة، التي وصفها بـ”القلب الأكاديمي النابض للسودان”. كما طالب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتنفيذ خطة سريعة وفعالة لإعادة الجامعات والمراكز البحثية إلى موقعها الطبيعي في الخرطوم.
وأكد إدريس أن استعادة الجامعات لعافيتها المؤسسية تمثل نقطة تحوّل في مسار الاستشفاء الوطني، معتبرًا أن الجامعات ليست مباني فقط، بل هي منارات للوعي، وقلاع فكرية يجب أن تعود لتلعب دورها في إعادة بناء الدولة وترسيخ الوحدة الوطنية.
وفي خطوة لافتة، وجّه إدريس المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بإدراج دروس جديدة في المناهج التعليمية تُعزز من خطاب التسامح، وتُناهض الكراهية والانقسام، ضمن مشروع ضخم أُطلق عليه اسم “الاستشفاء الوطني الشامل”.
وشدد إدريس في ختام حديثه قائلاً: “المعركة القادمة لن تُحسم بالسلاح وحده، بل في عقول وضمائر الأجيال… والجامعات هي ساحات هذه المعركة الفكرية القادمة”.