العقل لا يشيخ.. دراسة تقلب المفاهيم عن “الخرف الرقمي”


بينما تتزايد التحذيرات من أن الهواتف الذكية والإنترنت قد تُسرّع من تدهور القدرات العقلية، جاءت أول دراسة تحليلية واسعة النطاق لتدحض تلك المزاعم، وتُعيد رسم الصورة الذهنية لمفهوم ” الرقمي”، خصوصاً لدى من تجاوزوا سن الخمسين.
كشفت دراسة تحليلية حديثة شملت بيانات مستخلصة من نحو 60 دراسة سابقة، وغطّت أكثر من 411,000 شخص حول العالم، أن من يستخدمون الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت بانتظام، أقل عرضة للإصابة بضعف الإدراك بنسبة وصلت إلى 42%، مقارنةً بمن نادراً ما يتفاعلون مع هذه الوسائل.
والمفاجئ في النتائج التي نقلتها وسائل إعلام عن الدراسة، أن التأثير الإيجابي لا يتوقف عند حدود الوقاية، بل يمتد ليشمل بطئاً في شيخوخة الدماغ ذاته، ما يعني أن الاستخدام المعتدل للتكنولوجيا يمكن أن يكون بمثابة تمرين عقلي يومي يُسهم في تعزيز الذاكرة والتركيز على المدى الطويل.
وقد راعى الباحثون في تحليلاتهم عوامل مثل الحالة الصحية العامة، والتعليم، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، إلا أن الفارق ظل واضحاً “التكنولوجيا لا تضعف العقل، بل قد تُحفّزه”.
وشهدت بداية الألفية الثالثة تحذيرات من علماء أعربوا عن قلقهم من تأثير “الانفجار الرقمي” في الدماغ البشري، حتى وُلد مصطلح “الخرف الرقمي”، وارتبط بفقدان التركيز وتراجع الذاكرة، وتغيّرات في بنية الدماغ.
لكن هذه الدراسة التحليلية أعادت النظر جذرياً في هذا التصور، بحسب الخبراء، مشيرةً إلى أن التكنولوجيا ليست العدو دائماً، بل قد تكون حليفاً للدماغ في مواجهة الشيخوخة المعرفية.
ويُؤكّد الاختصاصيون اليوم أن الحل ليس في التخلّي عن الأدوات الرقمية، بل في تعلُّم كيفية استخدامها بذكاء، بما يوازن بين الاستفادة والإفراط.
Source link