“لا نريد شبح الإخوان”.. رسالة من فنان سوري لأحمد الشرع
في رسالة صوتية بثها عبر حسابه على فيسبوك، عبّر الفنان السوري ليث المفتي عن مخاوفه وقلقه مما وصفه بالتوجهات الجديدة في حكم سوريا، خاصة بعد ظهور علم آخر بجانب العلم السوري، في أول تصريح لأحد المسؤولين في الحكومة الحالية.
وقال في كلمة مباشرة للشرع: “لا نريد أن ننتقل من شبح الشبيحة إلى شبح الإخوان”.
المفتي، الذي ينحدر من محافظة إدلب مدينة أريحا، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق العام 2000، استهل رسالته بتوجيه الشكر والثناء على الإنجازات التي حققها المجلس، لكنه أعرب عن قلقه المتزايد حيال المخاوف التي باتت تعتري الأقليات والمكونات المختلفة.
وقال المفتي: “على قدر فرحتنا بكل إنجاز تحقق، شعرنا بالخوف. الشعب السوري خائف الآن، ليس فقط من المستقبل، بل من الثورة ذاتها. هناك شعور متنامٍ بين الأقليات والإثنيات والطوائف بأن هذه ليست سوريا التي حلمنا بها”.
وأكد المفتي أن العديد من السوريين كانوا يأملون أن تعيد الثورة ترميم النسيج الاجتماعي والثقافي للبلاد، لكنه يخشى أن تتحول الأمور إلى “حكم إخواني”، بحسب وصفه، مشيرًا إلى تسريبات حول توجهات إخوانية في الإدارة الجديدة.
وأضاف قائلاً: “نحن بحاجة إلى دولة تُحكم بالأخلاق والقانون، وليس بالدين. سوريا لا يمكن أن تُدار بنظام يفرض ثقافة واحدة أو وتوجهًا واحدًا. الشعب السوري يحب الحياة، ثقافته متنوعة، وبيئته مليئة بالتناقضات الجميلة التي تعكس غناه”.
وأشار المفتي إلى غياب وزارة الثقافة في التشكيل الحكومي الجديد، قائلًا: “كيف يمكن لدولة بحجم سوريا، بتاريخها وإرثها الثقافي، ألا يكون فيها وزارة للثقافة؟ هذه الوزارة ليست رفاهية، بل هي روح الشعب، وضمانة لبقاء المثقفين والفنانين الذين يشكلون ضمير المجتمع”.
واختتم رسالته بنداءٍ موجه لأحمد الشرع، قائلاً: “أخي أحمد، رجاءً، لا تسمح بأن يتحول خوف الناس من النظام السابق إلى خوف منكم. لا نريد أن ننتقل من شبح الشبيحة إلى شبح الإخوان. الشعب السوري لا يمكن أن يُفرض عليه نمط حياة أو ثقافة بعينها. نحن نعيش بتنوعنا، وهذه هي سوريا التي نريدها”.
وجاءت رسالة المفتي، بأسلوب عاطفي صريح، في محاولةٍ لعكس مخاوف شريحة واسعة من السوريين بشأن مستقبل البلاد.
Source link