مبادرة تصنع المنح من المحن والمغانم من المغارم.. بقلم.. محمد عبدالله الشيخ
علي مدي ما يقارب ثلاثة عقود من الكتابة الصحفية شبه الراتبة لم أجد نفسي عاجزا عن الإحاطة بأمر أردت الكتابة فيه بما يليق به من حيث الأهمية والعظمة والظرف والاني كالذي انا بصدده اليوم حيث اجدني وقد نضب معيني من ملكوت اللغة المستانسة فعصت واستعصمت مفرداتها وشحت وتضالت معانيها لأن الأمر في حد ذاته غير مسبوق والظرف ادعي واستشعار من دعوا للمبادرة بالمسؤلية جدير بالاحترام والتعبير بما يستحق من اجمل العبارات فبهم يحتفي المقام ولاجلهم ترفع القبعات فقد املي الضمير المهني والأخلاقي علي السادة ((دكتور عبد الحليم الشيخ مدير إدارة مكافحة الأمراض بوزارة الصحة ودكتور محمد السماني اختصاصي الاطفال))اطلاق مبادرة مجتمعية تعني بتوفير وجبتي الافطار والغداء للكادر الصحي بمستشفيات الدمازين الملكي والنساء والتوليد ذلك جراء ما تعانيه من عدم صرف الرواتب الشي الذي يجعل من الصعب أداء مهمها بالشكل والقدر المطلوب وبتوفيق من الله وحسن ظن اختار مطلقو المبادرة جمعية أصدقاء المرضي منصة لانطلاقتها وشريك في إدارتها لتضم المبادرة بعد التشاور قطاع لا يقل أهمية حيث شملت نزلاء سجن الرصيرص لينطلق التدشين بفناء المجلس التشريعي بمدينة الدمازين علي هدي الاية الكريمة ((الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون ))فكان خير شعار يحرض ويحس علي التباري والمسارعة في الإنفاق وسط حضور نوعي وكمي تقدمه الاستاذ عبدالغني دقيس محافظ شئون الرئاسة بحكومة إقليم النيل الأزرق والأستاذ ميرغني امين عام الحكومة والسيد باكاش طلحة القيادي المجتمعي بالإقليم والسيد فرح البطحاني رئيس اللجنة التسيرية لاتحاد أصحاب العمل ونفر كريم من أعضاء الغرفة التجارية من شعبة الخضر والفكاهة والجزاريين وتجار الاسبيرات وسائقي التاكسي والاتوز والرقشات وأكملت اللوحة بعدد من أعضاء ورئيس جمعية أصدقاء المرضي الاستاذ حيدر احمد الفضل رئيس الجمعية والكوتش عامر بريمة والشباب المتدفق حيوية ونشاط محمد صديق والأستاذ الصحفي وليد علي ادم وعدد من أقطاب الجمعية الذين نزروا وقتهم خدمة طوعية لاجل المرضي والتخفيف عنهم وتزين المقام واحتفي بحضور زهرات الجمعية باشمهندس نوال منقاش والباشمندس ميادة مجدي والأستاذة حنان ابكر والأستاذة زينب ليبدأ الاستاذ ابراهيم ادم إسماعيل (( الترابي)) البرنامج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وتلاه السيد البطحاني بكلمة ضافية مستشعرا أهمية الموضوع وضرورة الإضطلاع بالدور المطلوب والذي عرف به أعضاء الغرفة التجارية تجاه كل قضايا الإقليم وأكد السيد البطحاني ثقتة في عضوية الاتحاد والغرفة التجارية في الإسهام الفاعل حتي تستمر المستشفيات في عملها ويستقر السجن خشية أن يحدث ما حدث بالسجون الاتحادية ليأتي الدور علي ممثل جمعية أصدقاء المرضي الذي دبج عبارات الثناء والشكر للاستجابة الكبيرة للمبادرة التي استدعتها ظروف الحرب اللعينة وما القت به من ظلال سالبة علي واقع المؤسسات والكوادر الصحية وما نجم من خطر علي امن البلاد جراء إطلاق سراح نزلاء السجون والاعتداء عليها من مليشيا الدعم السريع لذي كان لزاما علينا استشعار الخطر والحيلولة دون وقوعه حينها لا ينفع الندم نعم مشهد حضرت فيه كل قيم المسؤلية الوطنية والايثار والبذل فليس لرجال المال والأعمال أثمن واغلي من وقتهم الذي جادوا به ومن يستطيع الغياب في مثل هكذا مناسبات فلو تكاسل او تقاعس عن الحضور سيلاحقه السيد باكاش طلحة وقد كان نحلة المبادرة نشاطا وهمة يتفقد الحضور افرادا وتنظيمات يلاحق من تأخر بالهاتف ثم يخاطب الحضور بسرد دقيق لدور المجتمع في قيام مؤسسات الدولة بالإقليم ليستشعر الخلف سيرة سلفهم في العطاء ويلوز باكاش بالشيخ خلف الله علي طه أحد أقطاب المبادرة ليكمل ما فات عليه ويكتفي خلف الله بما اوفي وكفي باكاش ومن ثم تؤل الكلمة للأستاذ عبدالغني دقيس محافظ شئون الرئاسة راعي المبادرة فكان حديثة أكثر إحاطة بالأمر ونذر وتداعيات الأزمة ليضع الجميع امام الحقيقية بحجمها واحتياجات ومطلوبات احتوائها فلم يكن الأمر في نظر الاستاذ دقيس مقتصرا ومحصورا علي دعم الكادر الصحي بالمستشفيات ونزلاء السجون بل نفذ الي ما يعانيه ثلاثه وسبعون الف من متضرري الحرب نزحوا الي الإقليم ليؤكد علي الملأ ان المبادرة ماهي الا سداد دين من اهل الإقليم لما وجدوه من كافة اهل السودان من إسناد ودعم ابان الأحداث القبلية ويمضي بالحديث مثمنا دور جمعية أصدقاء المرضي والسادة الأطباء(( عبد الحليم الشيخ ودكتور محمد السماني )) الذين استشعرا المسئولية لتنداح والتبرعات العينيه من الحضور ويؤكد كل من حضر من الأفراد والاتحادات ان سيحمل المبادرة ليبشر بها في اتحاده وقطاعه المعني
نعم هكذا كان يوما مشهودا من أيام العطاء يضاف الي سجلات المبادرات بالإقليم ويضاف الي اضابيرها وارثها في ادب وفنون التعاطي الإيجابي مع الأزمات والكوارث وكيفية احتواء آثارها وامتصاص صدماتها ليهدي شعب النيل الأزرق تجربه ودرس مستفاد متجاوزين واقع الحال وراهن المآل وضيق ذات اليد لأن هاماتهم عالية تحلق بذلا وعطاء انضجتها نار التجارب وثقلتها لمواجهة هكذا تحديات حتي سمو وتعالو فوقها وصارت حتي اصبحو اهل دربه وقدره علي تحويل المغارم الي مغانم والمحن الي منح كما هو الحال في هذه المبادرة العملاقة بشخوص وقامات ومقامات من أطلقوها ومن شاركوا فيها ومن كان وقودا لانجاحها