مقالات الرأي

من أعلي المنصة ياسر الفادني ولقد أكلنا البيض الفاسد !

أكبر فرية سجلها تاريخ السودان الحديث هي الوضع السياسي الذي سمي بالانتقالي بعد سقوط البشير ، لقد أخطأ الذي سموه هكذا عندما ذبحوا عقيقته إيذانا بإطلاق هذه التسمية الغريبة الشكل والمحتوي والمنهج والمنظر ، هذه الفترة التي تبدلت فيها الأشياء حتي أحرفها تغيرت وانقلب ألفها الثاني فيها ميما ! وختمت بحرب مفروضة خلفت فوضي وانعدام للأمن ونزوح وتبدل الحال بدلا من أن يخشي الرجل علي غنمه من الذئب صار يخاف علي نفسه وعرضه وماله من أسود بشرية ضارية لم نسمع بها في التاريخ القديم ولا الحديث ،
الوطن الآن في وضع سييء حتي عبارة (لايحسد عليه) صارت لا تعبر حقيقة عن حاله ، كنا من قبل نضحك ونستنكر عندما نري الذين باعوا وطنهم بدراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين في العراق وسوريا واليوم أصبحنا في وضع يضحك علينا الكثير ، هذا الوطن كثر فيه العملاء وكثر فيه البيع وصارت البلاد تعرض في سوق (البوكو) ! ، الفرق بين عملاء العراق وسوريا أنهم يعملون بمبدأ (دفن الليل اب كراعا بره) ! ويتخفون و(يتدسدسون) لكن عملاؤنا يجاهرون بالعمالة في المنابر الرسمية قالوها صراحة دون مدسة ولا خجل !

هرب قيادات الفترة الانتقالية وتمنعوا من فعل مستحقات سياسية معروفة هي الانتقال المدني الصحيح والعدل القسطاس واتبعوا منهج الحماية والمحاباة ومنهج إذا سرق الشريف افرجوا عنه وإذا سرق المغضوب عليه وضع في السجن دون الحكم عليه ، تهربوا من كيف تقوم انتخابات ولم يخططوا حتي لترتيباتها الأولية ، الفترة التي سميت بالانتقالية من كثرة العيوب التي شابتها صارت كالعلكة التي كلما تتعرض لحرارة يحدث لها تمددا ! ، الفترة الانتقالية صار الجلوس في كرسي السلطة فيها هو المقصد وهو المبتغي حتي ولو كان علي ركام خراب هذا الوطن المنكوب
الحرب التي تدور رحاها الآن كل الشعب السوداني يعرف تماما من أوقد نارها ولا زال يزيدها حطبا وللاسف يتخذون من السودان مقرا لهم وبعض الدول التي تعود رؤساؤها علي الارتزاق ومن ثم زيادتها (عود عودين ) ، مصيبتنا السياسية أننا نعرف أين الطريق الصحيح لكن نعمل فيها (دي بطينة ودي بي عجينة) ولا نقول الحقيقة ونحاول اخفاء الاشياء وهمنا جيوبنا وبطوننا والكراسي ، قدمنا اكبر تجربة فشل لحكم فترة انتقالية ، قدمنا عاهات واشكال سياسية غريبة ضيعت هذه البلاد ولا زالت تضيع وهي بالخارج ، اني من منصتي انظر… حيث لا أري إلا قشرا ابيضا متناثر علي وجه البسيطة الممتدة مد البصر والشعب السوداني يمسك بطنه ويتلوي من الوجع لأنه أكل بيضا فاسدا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى