مقالات الرأي

مجاهد سعيد موسى يكتب .. من المسؤول عن أمن المواطن بولاية الخرطوم؟

تغريدات مجتمعية
بقلم / مجاهد سعيد موسى

الخرطوم أو العاصمة المثلثة أو العاصمة القومية؛ كل هذه المسميات يمكن أن نسمي بها عاصمة السودان وهناك أسماء عديدة تناقلها السكان على مر التاريخ

ما يدعونا للحديث عن الحياة في الخرطوم ليس هو سكانها وأحياؤها وشوارعها وعماراتها بالرغم من أهمية هذا الأمر، لكن نود أن نشير إلى بعض الإشارات السريعة ونتطرق لبعض المواضيع التي أضحت حديث المجالس العامة والخاصة.

قد يطالع هذا المقال من هم وافدون لهذه المدينة العريقة وليسوا من موالديها ولم يترعرعوا في أزقتها لكنهم بين عشية وضحاها أصبحوا من المعنيين بكل المتغيرات والمشكلات التي تضجر كاهل المواطن ويحلمون بقضاء لحظات سعيدة يتوافر فيها الأمن والأمان والاستقرار بعيداً عن الجرائم اليومية التي انتشرت بصورة فظيعة في قلب الخرطوم والقارئ أدرى بذلك.

وقد يقع هذا المقال في نظر من هم معنيون بكل ما يدور في حواري وشوارع العاصمة الخرطوم لأنهم قد تنشؤوا في هذه المدينة وعاشوا أجمل لحظات حياتهم منذ نعومة أظفارهم، وكانوا يقطعون عدة كيلومترات مشياً على الأقدام أو عبر وسائل المواصلات _دون خوف على أنفسهم أو على أسرهم من القتل أو النهب أو السلب.

حديثنا اليوم قد لا يعجب بعض القراء لأنهم يضعون الإجابات الافتراضية قبل مطالعة تفاصيل المقال وبدون أن يكلفوا أنفسهم قراءة المقال ومعرفة ما يود الكاتب إيصاله لأننا اليوم أصبحنا نمل القراءة والكتابة، ولا نطالع إلا عنوانين الأخبار والمقالات ونكتفي بذلك.

هل تعلم عزيزي القارئ أن بعض شباب اليوم لم يكمل قراءة كتاب واحد في حياته وتجده يطعن في هذا ويفسق هذا ويلعن ذاك؛ لأن هذا الكاتب الصحفي أو العالم لم يوافق هذا الشاب في قناعاته الشخصية أو جاء بكلام يتعارض مع الفئة التي ساهمت في تشكيل قناعة هؤلاء الشباب .

الخرطوم بالأمس كانت آمنة ومطمئنة ولا يأتيها الخوف من بين ضواحيها ولا من بين أحيائها وكان يسير فيها الإنسان لا يخشى القتل ولا النهب لا في صباح ولا في مساء؛ لأن هذه الظواهر الغريبة كانت نادراً ما تحدث ومنذ عدة سنوات تحسب بأصابع اليد الواحدة.

كنت شاهداً على ذلك الماضي القريب ، كنا طلاباً بجامعة الخرطوم نتنقل في الساعات الأخيرة من الليل من قلب الخرطوم إلى أطرافها ولا نخشى أحداً ولم يتبادر للذهن يوما ما أن هناك خطرا ما قد يداهمنا أو يفقد أحدنا حياته في أشياء لا قيمة لها، كما يحدث اليوم حيث تقتل النفس البشرية في أتفه الأشياء والقارئ أعلم من الكاتب وقد يكون البعض منكم قد شاهد مناظر تعجز الكلمات عن وصفها حمانا الله وإياكم.

هل عرفت سيدي القارئ لماذا اخترت هذا العنوان ؟ وهل عرفت لماذا حاولت اقارن الحياة في الخرطوم بين الأمس واليوم؟ وهل وصلت إلى قناعة تامة أن العاصمة السودانية الخرطوم لم تكن كسابق عهدها !! وهل عرفت أن هذا التردي في شتى المجالات جاء نتيجة اهمال قد يكون عن طريق قصد أو من غير قصد.

البعض منا يحاول أن يفترض عدة افتراضات ليجد المبرر المنطقي للقائمين على المسؤولية الاجتماعية في الخرطوم واتهامات تطلق تجاه جماعات مسلحة أو أحزاب سياسية لم يعجبها أن يعيش الإنسان في أمن وأمان لكن هذا ليس مبرراً كافي وغير مقنع لانتشار الجرائم.

الخرطوم اليوم أصبحت غير آمنة وغير مطمئنة والقتل العمد أضحى فيها يومياً وبأشكال عديدة وطرائق مختلفة وفي كل الأوقات حتى في وضح النهار وأمام أعين الناس .

من واجب الدولة أن توفر الأمن والأمان والاستقرار لكل مواطن، سواء في العاصمة السودانية الخرطوم أو غيرها من المدن والقرى والبوادي، وهذه أبسط الحقوق وأهم الواجبات

ولكي يتحقق الأمن والأمان والاستقرار على الدولة والأجهزة الأمنية والمعنية بتوفير الأمن ألا تتردد في تطبيق القوانين الصارمة تجاه كل من يعبث بأمن الوطن والمواطن ( من أمن العقوبة أساء الأدب)

أيضاً هناك ظواهر سالبة قد ساهمت في زعزعة الأمن والاستقرار في الخرطوم بوجه خاص وفي السودان بصورة عامة، وهي دخول كم هائل من الوافدين من الدول المجاورة وبصورة مزعجة وهذا يساهم في انتشار الجريمة بكل أنواعها.

رسالتي إلى كل مواطن سوداني أن يقوم بالتبليغ الفوري عن كل ظاهرة سالبة إلى الجهات الحكومية المعنية؛ لأن أغلب جرائم القتل قد تحدث من أفراد تم تصنيفيهم من قبل من قبل الشرطة أو الجهات الأمنية بأنهم خطر على المجتمع والبعض منهم قد يكون مدمنا للمخدرات أو مروجا او تاجرا للمخدرات.

الخرطوم هي الواجهة الحضارية بالنسبة للسودان، لذا علينا جميعاً أن نتعاون في إظهار الصورة المشرقة لها حتى تصبح الوجهة الأولى لكل السياح في الوطن العربي والإسلامي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى