الحج بالربا..لماذا يا بنك الخرطوم؟! – صحيفة السوداني

كتب: عطاف عبد الوهاب
الإخوة القراء الكرام دعوني أوجز لكم ما حدث في ملف تحويلات الحج – بكل أسف – وربوية بنك الخرطوم.
هناك حجٌ عامٌ وحجٌ خاصٌ (سياحي) وكالات، كما يعلم الجميع.
ناس الحج العام وقعوا اتفاقاً مع بنك الخرطوم لتحويل مبالغ الحج بالريال..
ولأنّ الإجراء يحتاج لحجز فنادق مسبقة وبعض الإجراءات، طلبوا من بنك الخرطوم قرضاً لمدة شهر لحين تجميع المبلغ من الحجاج.
وافق بنك الخرطوم بمنحهم القرض بمرابحة لمدة شهر ونصف.. بناءً على أرباح هذه المرابحة وعمولة التحاويل تصبح قيمة الريال من 571 جنيهاً السعر المُعلن لديهم إلى 735 جنيهاً.. شفتوا كيف..؟!
ولا شك أنّ هذا (تمويلٌ ربويٌّ) إذ أنه لا يعتبر الريال سلعة يمكن المرابحة فيها، وهذا يعني أنّ حج هذا العام مبني على الربا في البدء والعياذ بالله، (زول يمشي الحج بمرابحة ربوية) وعمل ربوي واضح؟!!
لماذا يلزم بنك الخرطوم الحجاج بشراء الريال بـ735 جنيهاً؟
حسناً قلنا إنّ هيئة الحج والعمرة رضيت بشراء الريال بـ735 جنيهاً لأنها مُموّلة.. إذن ما بال الوكالات التي أحضرت مبالغها نقداً وهي غير مُموّلة لماذا يلزمها بنك الخرطوم بشراء الريال بـ735 جنيهاً؟ علماً أنّ السعر المُعلن من قبل البنك هو 571 جنيهاً، بينما السعر في السوق الموازي 660 جنيهاً للريال والسعر للحجاج 735 جنيهاً.
بنك الخرطوم أخطر الوكالات أنّ سعر البيع هو 735 جنيهاً، وذلك حسب اتفاق أبرمه البنك مع مسؤولين من الحج والعمرة.
وهذا السعر يلزم الجميع حج عام أو خاص.
حاولت الوكالات شرح الوضع للبنك، وهو أنّ البنك قد يكون موّل الحج العام، ولكن نحن فقط نريد ان نشتري منكم الريال نقداً، قالوا لهم نقداً أيضاً بسعر 735 جنيهاً.
انسحبت الوكالات واتّجهت لبنوك أخرى لتوفير الريال ووجدته فعلاً بسعر 660 جنيهاً، (فيصل – أمدرمان الوطني)، ولكن ظهرت المشكلة أنه لا توجد مراسلة لأيِّ بنك سوداني مع بنوك سعودية إلا بنك الخرطوم. شفتو كيف؟
الوكالات (مفتحين) قاموا، بتغذية حساباتهم بالريال، يعني اشتروا الريال من السوق الموازي واودعوه بحساباتهم ببنك الخرطوم.. وطلبوا من البنك التحويل فقط.
البنك رفض ذلك، بحجة أن التحويل يجب أن تتم من حسابات الحج والعمرة فقط لكل حجاج السودان.
رجعت الوكالات تجر أذيال الخيبه صاغرةً تشتري الريال السعودي بسعر 735 جنيهاً.
وهذا ترتب عليه تعديل عقوداتها مع الحجاج من 15,500,000 جنيه للحاج إلى 17,300,000 جنيه، أي بزيادة 1,800,000 جنيه، ذهبت إلى خزانة بنك الخرطوم.
إذا افترضنا أنّ حجاج هذا العام (عام وخاص) يبلغ 20,000 حاج.. هذا يعني أن جملة أرباح بنك الخرطوم فى هذه الصفقه هو 36 ملياراً، أي 50 مليون ريال سعودي، أي 14مليون دولار!!
ولكم أن تتخيّلوا!!!
لمصلحة من يحدث هذا وهو أن يدفع كل حاج 14% من تكلفة حجِّه لصالح بنك الخرطوم؟!
Source link