سياحة عبر التاريخ (1).. الجمال – صحيفة السوداني
تعتبر قيمة الجمال من قيم الخير التي تقف وراء كل ما يسر. القصيدة الرقيقة وراءها جمال، واللوحة البراقة وراءها جمال، والموسيقى الدفاقة وراءها جمال، ولكن التاريخ احتفل بجمال ونسي بعضه وإن لم ينساه الناس.
سنحكى اليوم عن قصص جمال حفظها التاريخ وحفظها الناس ايضا.
اول هذه القصص هى قصة الملكة “نفرتيتي” – اي الزوجة الملكة العظيمة – للفرعون “امنتحب الرابع” (اخناتون) وهي تعتبر رمزا للجمال والأناقة بل اجمل امرأة على الإطلاق قبل 4000 عام (أربعة آلاف عام) وقد اكتشف تمثالها فى (تل العمارنة) العام 1912م العالم الألماني، لودفيج بوشاردت، وقد وجد مكتوبا تحتها (سيدة النبلاء الرائعة في القصر مثالية المظهر، سيدة الفرح الذي يتحد مع النعمة والذي يفرح الناس بسماع صوته عشيقة الارضين التي منحت الحياة للأبد)، وهذا تعبير بليغ عن المكانة الرفيعة التي كانت تتمتع بها هذه الملكة العظيمة.
تزوجها الملك وهو ولي للعهد وكانت هي فتاة مراهقة ولكنها قمة في الجمال ثم أنجبت له خمس بنات كان يضرب بهن المثل في الجمال الذي ورثنه من امهن “نفرتيتي العظيمة” د.
اما عند العرب فتعتبر “أم اناس” (هذا اسمها وليس كنيتها د) بنت عوف بن ملحم الشيباني أجمل نساء العرب في الجاهلية قبل ثلاثة آلاف عام. والدتها هي امامة بنت كعب بن زهير الثعلبي، وهى جدة الشاعر المعروف امرئ القيس. سمع بجمالها وفصاحتها النعمان ابن المنذر ملك الغساسنة فأرسل امرأة من قومه اسمها (عصام) تأتيه بخبرها، فعندما اخرجتها والدتها وقد كشفت عن وجهها انبهرت المرأة من الجمال والدلال فقالت قولا أصبح يضرب به المثل، قالت: (ترك الخداع من نزع القناع) فتزوجها الملك وعاشت في بلاط السلطان فزادها عيش الملوك ودلال القصور جمالاً على جمالها فأصبحت مضرب مثل للجمال والبهاء.
اما من الرجال فيقال ان نصر بن حجاج هو أجمل من وطئت قدماه أرض العرب. عاش نصر بن حجاج في المدينة المنورة إبان تولي سيدنا عمر بن الخطاب للخلافة، ولم يكن الخليفة عمر يعرف عنه شيئا حتى سمع امرأة تغني في الليل وهو يعُس (يحفظ الأمن): هل من سبيل إلى خمر فاشربها
ام من سبيل إلى نصر بن حجاج
*****
فما ان اصبح الصبح حتى امر سيدنا عمر العسس بإحضارخ وعندما مثل امام يديه رأى وجهه مثل القمر يعلوه شعر مثل سواد الليل البهيم فأمر بقص شعره فخرج من عنده، ولما رآه الناس افتتنوا به وانشدت نفس المرأة فقالت:
حلقوا رأسه ليكسب قبحا
غيرة منهم عليه وشحا
كان صبحا عليه ليل بهيم
فمحوا ليله وابقوه صبحا
******
ولما سمع سيدنا عمر ذلك قال له (اعتُم) اي البس العمامة فلبسها فافتتن الناس بعينيه فقال عمر حينئذٍ: (والله لا تساكننى فى مدينة أنا فيها) فنفاه إلى البصرة. احتجت أمه على ذلك وقد اعترضت موكب سيدنا عمر أكثر من مرة وكانت تقول له: (كيف ترضى ان يبيت ابناؤك جنبك وابناؤنا بعيدون عنا؟) فكان يقول لها: (لم يفتن ابنائي الناس). وبقي نصر هناك حتى مات سيدنا عمر فركب راحلته وعاد للمدينة.
أما في العصر الحديث فقد أجروا استطلاعات للرأي فتوزعت الآراء بين ممثلي السينما والمغنيين مما اعتبره العلماء هبوطا في الذوق العام، لذلك وضعوا معايير للجمال بالإضافة لجمال الشكل منها الصدق والشجاعة والكرم والشهامة وكل الصفات الحميدة مجتمعة.
عبر الشعراء عن حبهم للجمال وانجذابهم لكل ما هو جميل. اقدم ترنيمة شعر وجدت في ما عُرف بـ(بردية شستر) تقول فيها فتاة اسمها “نفتيس” مخاطبة حبيبها اوزريس: (إذا كنت قد ذهبت إلى دار الخلود، فسوف اصحبك فأنا أخشى أن يقتلنى الشيطان “ست”)
ولم تكن “نفتيسى” المسكينة انه سيأتي زمان بعد قرون يظهر فيه الشيطان “ست” بالكدمول ليقتل وينهب ويسرق الأموال والممتلكات لعن الله الشيطان “ست” وأتباعه إلى يوم الدين.
وسلامتكم
يثمن الخال محمد أحمد عبد الحكم عالياً جهود العقيد شرطة، رحمة الله الفارس رحمة الله، رئيس قسم الجوازات بسفارة السودان بالرياض للمجهود العظيم الذي يقوم به في تذليل كل العقبات التي تواجه المراجعين وتسهيل الإجراءات دون محاباة أو حتى معرفة شخصية. جازاه الله على كل ذلك بالخير والبركة.
وانعي لكم نعياَ تأخر وقته اخونا أحمد الطيب أحمد يابا (الحاج اب قران) الذي لاقى ربه في صباه الباكر في شندي بعد ما عانى من المرض ما عانى جعل الله مرضه كفارة لذنوبه. العزاء لإخوانه مصطفى وبدر الدين وعاصم ولأخواته الصابرات.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
القاهرة / العيلفون
Source link