لتواصل فعّال.. عبارات يفضل محوها من قاموس “بيئة العمل”
كثيراً ما نسمع في مكان تعليقات عرضية قد تبدو مهينة أو غير ملائمة، حتى وإن لم يكن القصد منها ذلك.
ووفقاً لتقرير حديث صادر عن مؤسسة “Lean In” وشركة “McKinsey”، يشعر أغلب بعدم حدوث أي تقدم في كيفية تعامل الشركات مع الإهانات اليومية الصغيرة، أو ما يُعرف بـ”التعديات الدقيقة”، التي تؤثر في شعور الموظف بالأمان والانتماء.
التقرير، الذي شمل أكثر من 480,000 رجل وامرأة، أشار إلى غياب التغيير الإيجابي في هذا المجال على مدى العقد الأخير.
ويوضح التقرير أن بعض هذه التعليقات المتعالية تأتي أحياناً عن وعي كامل، وبهدف واضح لإظهار التمييز، مثل العنصرية أو التحيز على أساس الجنس أو غيره.
لكن في أحيان أخرى، تكون هذه العبارات ناتجة عن جهل أو غياب الوعي بالتأثير السلبي الذي قد تتركه على الآخرين.
وتُبرز اختصاصية تطوير الحياة المهنية، بيكا كارنهان، ثلاثة أسباب رئيسة لمثل هذه العبارات، وهي: عدم إدراك أثر أسلوب التواصل على الآخرين، أو الشعور بالإحباط الذي يظهر بصورة عدوانية مبطّنة، أو الرغبة في تعزيز الذات على حساب الآخرين.
ومن أكثر تلك العبارات شيوعاً وتحمل تأثيراً سلبياً:
“أنا آسف لأنك شعرت بذلك”
تقول تيسا ويست، اختصاصية علم النفس في جامعة نيويورك ومؤلفة كتاب “الأشرار في العمل: زملاء سامّون وما يجب فعله حيالهم”، إن هذه العبارة تُستخدم غالباً كطريقة ضعيفة للتعبير عن التعاطف.
فهي تبدو وكأنها تلبي مطلب التعاطف ظاهرياً، لكنها تفتقر إلى أي إشارة للانخراط الحقيقي في المشكلة المطروحة.
“لقد جرّبنا هذا من قبل ولم ينجح”
تُعد هذه العبارة طريقة لرفض الأفكار الجديدة، خصوصاً من أعضاء الفريق الجدد. وتقترح كارنهان استبدالها بأسلوب أكثر إيجابية، مثل: “فهمت فكرتك. لقد جربنا شيئاً مشابهاً من قبل وواجهنا بعض التحديات، لكن أخبرني أكثر عن رؤيتك للطريقة التي يمكن تنفيذها الآن.”
“ستفهم ذلك عندما تكتسب المزيد من الخبرة”
تُعد هذه العبارة شكلاً من أشكال التحيّز العمري، إذ يتم التقليل من قيمة خبرة الموظف بناءً على عمره أو مدة عمله.
وتشير جانين فاندربيرج، قائدة منظمة “تغيير السرد” المناهضة للتحيّز ضد العمر، إلى أن هذه العبارات تؤثر في الموظفين الأصغر سناً والأكبر سناً على حد سواء.
“لا تقلق بشأن التفاصيل، سأهتم بها”
هذه العبارة قد تبدو وكأنها محاولة للمساعدة، لكنها في الواقع قد تُشعر الآخرين بعدم الكفاءة. تضيف كارنهان أن المديرين هم الأكثر عرضة للوقوع في هذا الخطأ عندما يتجاوزون فرص تعليم الفريق ويقومون بالمهمة بأنفسهم.
كيف تتجنب التعالي في حديثك؟
ينصح الخبراء باللجوء إلى الطرق التالية:
اسأل أسئلة تعكس فضولاً حقيقياً لفهم وجهة نظر الطرف الآخر.
قدّم حلولاً واضحة وفعالة دون أن تكون عدوانياً أو مستهيناً.
ابتعد عن العبارات المبتذلة، وبدلاً من ذلك، افتح المجال للحوار لفهم وجهات النظر المختلفة.
ويشير الخبراء إلى أن التواصل الفعّال في مكان العمل يتطلب الاهتمام بلغة الحديث وتأثيرها، مع التركيز على بناء بيئة إيجابية تعزز التعاون بدلاً من العداء.
Source link