اخبار محلية

السودان يفقد آخر عمالقة الغناء.. رحيل الفنان محمد الأمين صاحب “الملحمة”

الخرطوم 13 نوفمبر 2023 – أغمض الموسيقار السوداني محمد الأمين حمد النيل عينيه للمرة الأخيرة في مستشفى نوفا الكساندريا بفرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية صباح الإثنين عن عمر ناهز ال 78 عاما اتحف خلالها مكتبة الأغنية السودانية بروائع الأغنيات الوطنية والعاطفية.

وبرحيل محمد الأمين يكون السودان فقد آخر عمالقة الغناء لكونه مجودا اختار كلمات أغانيه بعناية فائقة ولحن كل أغنية ووزعها موسيقيا بشكل ارتقى وترفع بها من هابط الفن والغناء.

ولد محمد الأمين في قرية ود النعيم في فبراير 1945 بولاية الجزيرة قبل أن ينتقل إلى حاضرة الولاية ود مدني حيث تعلم العزف على آلة العود منذ نعومة أظافره.

وفي العام 1962 حل محمد الأمين في الخرطوم عاصمة البلاد ضمن فرقة مديرية النيل الأزرق بود مدني في مسابقات فنون المديريات التسع آنذاك بمناسبة افتتاح المسرح القومي بأم درمان.

وبعد انتهاء المهرجان مكث محمد الأمين بالخرطوم ليمارس الغناء مع فرقة الإذاعة ليكون ميلاد أغنيته “وحياة ابتسامتك” للشاعر فضل الله محمد.

ومثلت ثورة 21 أكتوبر 1964 سانحة لمحمد الأمين ليبرز كفنان لصيق بالهم الوطني في بلده السودان فقدم خلال احتفائية بالثورة في ود مدني نشيد “أكتوبر 21” للشاعر الصحفي فضل الله محمد.

لكن ود اللمين  والباشكاتب كما يحلو لعشاقه مناداته، كان على موعد جديد في الذكرى الثانية لثورة أكتوبر ليكتب اسمه بأحرف من نور حين قدم الملحمة “قصة ثورة” للشاعر هاشم صديق كأقوى عمل وطني ملحمي وثق لثورة أكتوبر.

ودفع محمد الأمين ثمن انتمائه لقضايا الوطن سجنا في عهد الجنرال جعفر نميري حين شدا بأغنية المبادئ فكان نصيبه السجن مع الفنان الراحل محمد وردي في العام 1971.

وظل ود اللمين شديد الارتباط بالهم الوطني حتى وهو في أرزل العمر فصعد على مسرح الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم في 2019 كما أحيا الذكرى الأولى لفض الاعتصام في 3 يونيو 2020. كما تغنى محمد الأمين للشاعر الوطني محجوب شريف بأغنيتين “السودان الوطن الواحد” و”مساجينك تغرد في زنازينك”.

وتغنى محمد الأمين بعشرات الأغنيات العاطفية التي شكلت وأثرت وجدان السودانيين ليستحق بذلك لقبا آخر وهو “الباشكاتب” الذي زين مكتبة الأغنية السودانية بأغان خالدات مثل الجريدة وزورق الألحان وأربعة سنين وخمسة سنين وغيرها الكثير من عيون الشعر السوداني الذي ألفه عمالقة مثل اسحاق الحلنقي وهاشم صديق و الراحل فضل الله محمد.

وجاء رحيل الباشكاتب في ظرف عصيب وخلال حرب السودان التي اشتعلت منذ أبريل وحالت دون عودته على الأقل ليوارى الثرى في بلد طالما تغنى لحريته ومجده.

وحسب إعلام مجلس السيادة فإن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة أجرى اتصالا بأسرة الراحل في الولايات المتحدة معزيا ومواسيا.

ونعى رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في قوى الحرية والتغيير عمر الدقير، الموسيقار محمد الأمين بقوله: “‏برحيل الباشكاتب ينفصل الجمر عن صندل الغناء، ويحزن الثوار والعشاق والصاعدون لقيم النبل والجمال، وتبكي الكمنجات وينتحب العود.. فقد كان صوتاً للحرية في مناخات الاستبداد والقهر وكان مغنياً للحب دافعاً به إلى معناهُ الأسمى ومحتفياً بقيم النبل والجمال، مثلما كان موسيقياً عبقرياً ومبهراً وعَوّاداً ماهراً وساحراً”.

كما نعاه حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي قائلا “فارقنا” النوّار “اليوم مخلفا ورائه فراغاً عريضاً، تاركاً لنا مدرسة فنية متفردة”.

وأشار الى أن محمد الأمين؛ الباشكاتب ما كان إلا وجداناً سودانياً سليماً، التزم رسالته التي وهب حياته لأجلها.

مردفا “فارقتنا ولا زلنا” نتعلم من الأيام“.. لترقد بسلام”.

ونعى الامين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل معتز الفحل، الموسيقار محمد الأمين ووصفه بانه احد صناع الثقافة السودانية وقال إن الراحل مثل احد ابرز اشراقات الفن السوداني وعلامة من علامتها مواصلاً تقديم الفن الاصيل بجزالة الروح وروح المحبة و استطاع افتراع خطاً موسيقياً خاصاً به .

وأشار الى أن الموسيقار الراحل ظل في كل مراحل حياته منحازاً للشعب السوداني وهو يقود اهل الفن للوقوف مع اماني الشعب في التغيير وظلت الاغنية الوطنية التي تغنى بها في ملحمة الشعب ضد الزنازين وضد التعسف وضد كل تطرف سوى الانحياز للوطن.

وأضاف “برحيل الموسيقار الاستاذ محمد الامين يغيب نجماً من نجوم الفن الاصيل وبما تركه من الفن وريادة للأغنية السودانية الحديثة فإن هذا العطاء الثر سيظل في وجدان كل سودانية وسوداني وهو الدليل على ان هذا الفنان المبدع ستتوارث الاجيال فنه وتحافظ عليه جيلاً إثر جيل”.

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان نعى الراحل “يمثل محمد الأمين باسهاماته الموسيقية والوطنية ذاكرة للسودان والسودانيين تعبر عن الإنسان والمكان وهو فخر وطني أسهم في سعيهم للحرية والسلام والعدالة”.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى