مقالات الرأي

عُشّه مدرسة نهلنا منها دون تلمذة بقلم.. محمد عبدالله الشيخ

إليك أستاذنا محمد أحمد عبدالله(عشه) اكتب عنك  بمداد مُلء بالحيرة والالم ، تعجز الكلمات وتتقاصر عن الإحاطة بمراد الكتابه وكنهها والآن  وبعد أن أصبحت شهادتي فيك غير مجروحة كما كانت وانت بيننا حيث  تشوبها مظنة القرض ايًّ كان ، لياتي حديثي عنك الان كحق مستحق ودين لم يوفى ولا بد من كلمات استعصت وصعب تدوينها بما يلامس شموخك من العطاء الوفاء فقد كنت مدرسة متفردة يأسف كل من عرف منهجها بعدم التتلمذ والجلوس تحت سقفها لينهل من ذلكم المعين من فنون الإدارة والإرادة التي لاتنكسر ولاتقهر ولا تعرف النكوص والتراجع عن حق تقربا وتزلفا لسلطان علي حساب المبادئ نعم كنت مدرسة تعلمنا  منها بالنقل والتواتر ليأتي ترجلك فارس كامل اللياقة نضر المحيا شاهق العطاء لم ينضب معينك او تفتر لك عزيمة فتركت خرقا يصعب سده رغم ثقتنا في رحم الشعيرة الواعد الولود لكن وكما قيل “لكل شيخ طريقة” ولان طريقتك هي الأكثر نضجا وانتشارا فقد ظللت متنقلا بين الولايات منذ بواكير عملك بالديوان كأنك الوحيد المعني بالعبارة التي تتصدر كل قائمة لتنقلات الموظفين (نقلا للتجارب وتبادل الخبرات ) فكنت بحق كذلك امتدت تجربتك وتوسعت بتمدد بحر ابيض من اقاصي حدود الولاية في “المقينص” و”جودة” و”ام دم حاج احمد” و”العرش كول” و”ام رمته”
وكان كسبك في بحر ابيض أهداف غالية ونقاط صعدت بها الشعيرة حيث واجهت في دورتك الأخيرة في بحر ابيض أقسى وأصعب الظروف عبرت مطباتها بمهارة حازقه فكسبت اشرس الأقلام وأكثرها مصادمة ودفعت بهم مناصرين لاعلام الشعيرة وحيدت كثير من المواقف المتصلبه ولانت ودانت بالولاء بل وصارت سندا وعضدا ومضت رحلتك الي اقاصي حدود سنار في دهاليز المحمية في “ام بقرة” و”ام كراع” وجبال كردوس في جنوبها الشرقي الي شموخ الدالي والمزموم وسقدي ومويه وكانت مواسم العطاء الراتب هلال ينتظره رقيقي الحال وحملت حقائب الترحال الي ارض المحنة والتسامح في الجزيرة الخضراء وكانت تجربة مختلفة باختلاف طبيعة الأوعية الزكوية كماً وكيفاً
ومضيت شرقاً لترشف القهوة مع ادروب في كسلا الوريفة واحدثت اختراقاً طوّر مواعينها استجاب له اهل الأنعام برضاً واقبال ورسخت قناعاتهم كرسوخ توتيل وتواصلت مسيرك شرقاً الي ثغر السودان لتحيط تجربتك بحدود البلاد من شرقها تطويرا في وقت ندرت فيه مواردها قبل دخول المعدن النفيس الي مكون الجباية وتواصل بك التنقل والترحال الي كردفان الغرة الي المخمسات الزراعية للفول السوداني والضان الحمري وحمر النعم ويممت وجهك لتحيط تجربتك بالبلاد من شمالها بعراقة التاريخ في كرمة والبركل  وباسقات النخل في دنقلا الي حدودها شمالا في السكوت والمحس فكانت مسيرتك مردوداً يزداد قدراً ومقداراً اختلف باختلاف الطقس والتاريخ والثقافات بين هذه الولايات وهكذا كنت تتطور ولاتتحور تتجدد دون أن تتبدد ولم يكن عملك في ولاية ما نسخة مكررة لسابقتها حتي حطت بك حقائب الترحال بالأمانة العامة بتجربه قوامها  بما يزيد عن الثلاثه عقود ونيف أتى مردوها ونفعها بما شهدته الجباية من تطور كماً وكيفاً  فنمت وقفزت بقدر نمو قدراتك من مساعد مفتش غض الشباب الي أول أمين ولاية صاعد من جيل الشباب بثقة ويقين فابليت بلاءً حسناً  اقنع للأمانه العامة وحفزها للدفع بكل الثقة برصفائك الذين أعطوا وأبلوا  خيرا
وهكذا كنت أخي الكريم وستظل مرجعاً وكتاباً نحتاج ان نطالع صفحاته الملئية بالمفيد فترجلت وأنت   مازلت شعلة من العطاء لم تعجزك القدرات ولا تعوزك الملكات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى