يوسف عبد المنان.. يكتب.. ثغرة تشاد
الوضع الإنساني في ولايات دارفور وغربها في خاصة في أمس الحاجه لتدخلات إنسانية عاجلة من الأصدقاء والشركاء واليوم كشف الهادي إدريس عضو مجلس السيادة لصحيفة سودان تريبيون عن مناقشة اجتماعات تشاد التي شملت قادة الحركات المسلحة والحكومة التشادية عن استخدام المطارات التشادية لتوصيل الاغاثات لإقليم دارفور بدلا عن بورتسودان
من حيث المبدأ فإن وصول المساعدات الانسانيه بأقل التكاليف وأقصر الطرق للمستفيدين يعتبر هدفا في حدذاته
ولكن إذا كانت الدولة الداعمة لهذه الفكرة هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تناصب الشعب السوداني العداء وتقف داعمه بالسلاح والمال للحرب متحرفة إلى صف قوات الدعم السريع ومناوئة للجيش القومي فإن الشكوك تظل قائمة بأن جسر الإغاثة يخفى من تحته كل أنواع الدعم العسكري من عتاد وأسلحة وزخائر وحتى مواد أخرى لدعم الدعم السريع للإضرار بالجيش
من واجب حكومة السودان ممثلة في وزارة الخارجية ومفوضية العون الإنساني أن وجدت رفض دخول الإغاثة عبر اي دولة الا باتفاق يمنح حكومة السودان ممثلة في وزارة الصحة وجهاز الأمن والمخابرات حق تفتيش وفحص اي مواد يتم شحنها من المطارات التشادية للمطارات في دارفور ومنح شهادات دخول مسبقه كما نص من قبل اتفاق بين حكومة السودان وإثيوبيا وبرنامج الأمم المتحدة للاغذية وبرنامج الغذاء العالمي لتوصيل المساعدات من مطار اصوصا في إثيوبيا إلى إقليمي النيل الأزرق وجبال النوبة الا ان ذلك الاتفاق لم يرى النور بسبب تعثر التوقيع النهائي لاتفاق خارطة الطريق في ٢٠١٧
مااشبه الليلة البارحة فإن ثغرة تشاد قد يتسلل منها مايهدد الأمن القومي السوداني ويطيل أمد الحرب التي تدور الآن في الخرطوم وقد لعب شريان الحياة في السودان سابقا دورا في فصل الجنوب
ودولة الإمارات تلعب اليوم لعبة أشد قزارة من الدول الغربية إذا فشل مشروعها السياسي في سودان موحد علماني ضعيف منهوب الموارد فإنها ستنتقل إلى الخيار الثاني بتقسيم السودان باستغلال ضعف قادته إلى دولة في ودارفور وكردفان الشمالية ودولة في جبال النوبة ودولة لشرق السودان لتنهب موارده الطبيعية والبشرية