مقالات الرأي

ميسون عبد الرحمن تكتب … لك الله يا بلد

إتكاءة على حرف

يحكى ان أحد الأجانب زار السودان للمرة الأولى وهو يضع في مخيلته صورة دولة افريقية نامية يعاني إنسانها للحصول على لقمة العيش بيد ان شعر بالإندهاش مجرد ان وطئت قدمه أرض الخرطوم وشاهد بام عينه تطاول البنيان المرصوص وتسأل أليست هذه الدولة فقيرة …

لعل كل ما ذكر ليس سواء مدخل لما ال إليه وضع البلد من تمايز في طبقات المجتمع فالناظر إلى بعض مناطق البلاد لا يجد غير صورة الفقر والمعاناة المتمثلة جليا في الوجوه بجانب تكدس المتسولين والمتشردين بجانب دور العبادة رغم حملات ولاية الخرطوم في ذات الوقت الذي يرى فيه الناظر في صالات الأفراح والأندية ما يسير الدهشة من مظاهر البذخ في اقامة المناسبات وإستعراض الأزياء وأطقم الذهب والمجوهرات لتنتهي الامسية بهدر المأكولات ما لذ منها وطاب بينما تتكدس صفوف المرضى بحثا عن مجانية العلاج او دعمه ليرحل بعض منه إلى بارئه قبيل تحقيق المراد وتتوالى الحسرة على العديد من أولياء الأمور وهم يرون إنكسار فلذات أكبادهم بعد طردهم من مقاعد الدراسة بسبب المصروفات الدراسية.

وبين كل هذا وذاك يشغل مواقع التواصل تغليف سد المال وإطقم الذهب التي فاق الإثنين كيلو الذي تم تغليفه على يد أحد محلات تغليف الهدايا المشهورة ويخص إثنين من الكوادر الطبية حيث يعمل العريس طبيب قلب باحد المستشفيات الحكومية مما يجعله في مواجهة شريحة المرضى الباحثين عن العلاج المجاني وقد شملت مراسم العرس زفة نيلية ورقصت به إحد الفرق الأجنبية رغم حال تردي البلد والتباين فيها لتتنوع ردود الأفعال على صفحات الفيس بوك ما بين رافض لمظاهر البذخ وما بين متمنيا لعيش ذات التجربة مشاركا على صفحته صور المناسبة

أخر الإتكاءة

لا نقول غير لك الله يا بلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى