مأمون على فرح يكتب إغلاق الطرق القومية … أضرار بالمواطن وتدمير للإقتصاد
مأمون على فرح يكتب : إغلاق الطرق القومية.. أضرار بالمواطن وتدمير للإقتصاد
بعيداً عن أية مزايدات سياسية أو تحريف لمقالات الرأي في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، يجب علينا أن نقف وقفة مهمة في قضية تهم كل الشعب السوداني وهي إغلاق الطرق القومية واخرها طريق شريان الشمال.
نحن نؤمن إيمان تام بكل ما جاء من مبادئ سامية في ثورة ديسمبر المجيدة وكنا مشاركين في هذه الثورة ومازلنا نقف مع امال وتطلعات شعبنا نحو التحول المدني والديمقراطي، لكننا في ذات الوقت ضد الإضرار بمصالح البلاد الاقتصادية في ظل أوضاع مؤلمة نعيشها جميعاً كانت نتاجاً لتخبطات السياسيين وفشلهم في إدارة الانتقال وتشاكسهم الدائم في تعريف الحكم الانتقالي وانتقال السلطة المدنية وعدم ترك أمر الحكومة الانتقالية لتكنوقراط يقدرون الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد والحالة البائسة التي وصلنا إليها. ورغم كل هذه الأوجاع يجب أن تظل حركة الاقتصاد السوداني في حراك مستمر حتى لا نصل إلى مرحلة الشلل العام أو الكساد الكبير ذلك الوباء الذي حل على العالم في ثلاثينات القرن المنصرم.
إن الطرق القومية هي شريان حياة للناس وللدولة وهي كل ما تبقى لنا في ظل انهيار تام في كل الخدمات وتظل هذه الطرق ومنها بالطبع طريق شريان الشمال بارقة امل للكثيرين من أبناء هذا الشعب الصابر في ظل الحركة الاقتصادية المتميزة التي يشهدها ذلك الطريق مع جمهورية مصر العربية، حيث يمثل الطريق شرياناً رئيسياً لحركة التجارة بين البلدين بصورة كبيرة، ويعمل في هذا القطاع الكثير من أبناء الشعب السوداني في حركة الذهاب والعودة تعزيزاً للجهود الاقتصادية ورفع مستوى حركة الصادر والوارد ولذلك فإن إغلاق الطريق يمثل ضربة موجعة للغاية لهذه الشرائح المهمة التي تمر أيضا بظروف صعبة في ظل حالة الركود التي تعتري الأسواق والالتزامات المالية المترتبة على حركة نقل البضائع واي تأخير في هذا الأمر يدفع ثمنه المصدر والمستورد والشرائح الأخرى من صغار التجار الذين يسعون الى تجارة بسيطة تنقذهم من هذا الوضع المأسوي الصعب أو حركة الناس التي تعج في ذلك الطريق لظروف مختلفة… تعليم صحة الخ، فمن يتحمل خسائر هؤلاء في دولة لا تدرك هذه المعاني بل على العكس هذه المعاني يدركها شباب الثورة وشباب المقاومة فهؤلاء الناس منهم وعليهم نالوا من تقلبات السياسة واي خسارة لهم هي بالتالي خسارة لشباب المقاومة الذين ينادون بالحرية والسلام والعدالة والازدهار للشعب وتوفير ابسط احتياجاته.
ولذلك فإننا ندعوا إلى النظر في هذا الأمر ومحاولة الضغط من أجل الحقوق ونيلها بعيداً عن الإضرار بالاقتصاد وبفئات لا دخل لها بالعمل السياسي وبما يجري من مناقشات بين المكونات والأحزاب فيما يتعلق مقاعد السلطة…. سلطة الشعب الذي يبحث عن لقمة العيش…