تأهيل 250 من الكوادر الصحية بكسلا
رئيس جامعة العلوم الصحية يهدد بمقاضاة المشككين في شهادات الدبلومات
الخرطوم: سيف الدين آدم هارون
مسؤولون يردون على مدير التأمين الصحي ومدير الأطر الصحية يتحدث بلغة الأرقام
استهجن عدد من الكوادر الصحية، الذين تم تقنين أوضاعهم مؤخرا بكسلا تدخلات مدير إدارة التأمين الصحي بالولاية وغيره، التي وصفت بالمريبة والمتطفله علي حد زعمهم. وعلمت مصادر بأن مدير التأمين سبق ووجه تلك الأسئلة لوزير الصحة الاتحادي، ابان زيارته الأخيرة لكسلا إلي أن الوزير الغم السائل برد علمي بائن، وأشار الوزير في رده بأن ماتم من ضمن خطط الوزارة الرامية لتأهيل الكوادر علي مستوي البلاد، ودفع الرد الوزير العلمي، الأخير بتريد عبارة الوزير (خموا) في حديثه للبعض، علما أن تلك الأكاديمية ساهمت في تقنين أوضاع عدد من العاملين في التأمين الصحي وتحوليهم من دائرة عمالة (البكو) الى كوادر،
وأشار بعض حملة الدبلومات أن تذمر المدير، جاء بدوافع مخاوفه من تحسن الأوضاع المادية لكوادره المؤهلة بعد نيلهم درجة الدبلوم من جامعة العلوم الصحية.
بيد أن رئيس جامعة العلوم الصحية بالسودان، بروفيسور حمدنا الله سر الختم صديق، كشف معلومات مهمة عن مبادرة كسلا لتأهيل الكوادر الصحية (أُكد)، وأوضح أن المبادرة تأتي في إطار تأهيل الأطر الصحية بولاية كسلا.
وأبدى حمدنا الله أسفه تجاه الانتقادات التي ظلت تلاحق المؤسسة، مشيراً إلى أن الجامعة تعمل على تأهيل الكوادر الصحية وتمنحهم شهادات مصلحية، وأوضح تلك الشهادات تمهد للجلوس للإمتحان للحصول على الدبلوم وفق معايير وزارة التعليم العالي. وقال إن الجامعة لها منهج مجاز بواسطة هيئة تدريس معتمدة بالوزارة، وأن نتائجها تجاز بواسطة المجلس المهني في الخرطوم لاستخراج الشهادة.
وردا على الانتقادات والتقليل من أهمية الدبلوم، قال بروفيسور حمدنا الله إن في كل مجتمع من يسعون للتقليل من انجازات الناس، لافتاً إلى أنهم اذا احسوا أن هناك جهات لها أغراض لن نتوانى في الدفاع عن الشهادات وسنسلك الطرق القانونية لعدم نشر الأكاذيب أو الترويج لأشياء شخصية مدفوعة من جهات أخرى وسندافع عن طلابنا وخريجينا وسمعة المؤسسة.
وبيّْن حمدنا الله أن جامعة العلوم الصحية، كانت أكاديمة تم ترفيعها إلى جامعة، وقال: لديها مناهج للتعليم العالي، بها فروع في كل الولايات، ومعتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيراً إلى أنه تبقت (3) ولايات يجري الآن إلحاقها بالجامعة.
وبشأن ولاية كسلا، قال رئيس جامعة العلوم الصحية بالسودان إن الولاية تعد واحدة من الفروع المعتمدة، وبها عدد من البرامج التي تمنح درجة دبلوم الثلاث سنوات، وقف هيئة تدريس معروفة، حيث تجري جميع الامتحانات بواسطة ممتحنين خارجيين، على أن تجاز النتيجة برئاسة الأكاديمة بواسطة المجلس العلمي، مؤكداً أن الولاية لا تمنح الدرجة النهائية،
وقال: في كثير من الأحيان نبتعث ممتحنيين خارجيين لهذه الولايات، مضيفاً: فيما يتعلق بالدبلوم الذي تمنحه الجامعة، هناك لبس في اذهان الناس بما يعرف بالأطر الصحية، موضحاً أن تعليم الكوادر لغير الأطباء أو ما يعرف بالشهادات المصلحية، موجود في السودان، وبدأ قبل 1920م، وكان أبرزها مدارس التمريض والدايات.
وأشار حمدنا الله إلى أنه الاكاديمة قامت على أكتاف هذه المدراس، وذلك بصدور قرار من وزارة الصحة الاتحادية، بأيلولة هذه المدراس للأكاديمية، ومنحت فترة لتجفيفها ليحل محلها الدبلوم، مبيناً أن شروط القبول للمدراس المصلحية ميسرة، بحيث أنها تسد الفجوة في النظام الصحي جغرافياً، ليكون هناك في كل قرية شخص مؤهل أو معاون صحي، لتقديم الخدمات الصحية، (قابلة ومساعد طبي).
وأردف: وايضاً كان الغرض هو انتاج كادر يستطيع أن يواكب التطور التقني، ويستطيع أن يفهم الأجهزة الحديثة وأن يطور نفسه، وبعدها أوقفت تلك المدراس، ما أدى لظهور تدني في بعض المراكز بالمناطق الطرفية في الولايات. والذي بدوره أحدث فجوة في الكادر الصحي في تلك الولايات، مما استدعى التحرك لسد الفجوة، واتخذت وزارة الصحة الاتحادية، قراراً بإعادة فتح المدراس المصلحية، تحت مظلة الأكاديمية لسد الفجوة في الفريق الطبي، وبدأنا في التحرك بعدد من الولايات وكان على رأسها ولاية كسلا،
وفي تلك الأثناء فات على عدد كبير من الكوادر الصحية بكسلا المعالجات التي تمت قبل التجفيف ولم يجلسوا للامتاحانات المؤهلة لنيل الشهادة المصلحية، وظلوا يمارسون عملهم بدون شهادات في بعض المستشفيات، وهذا الوضع من ناحية قانونية وعملية يحتاج لمعالجة.
وكان التحرك مع الأخوة كسلا لتوفيق أوضاع هؤلاء الكوادر، وحركنا امتحانات لهذه الكوادر، وهي نفس الامتحانات التي يمتحنها الطالب النهائي الذي درس المقرر، للشهادة المعنية، وتم قبول كوادر وتم ابعاد آخرون لأنهم لم يستوفون الشروط. ومن ثم جلسوا للأمتحان الذي اجري بواسطة ممتحنين خارجين في المجالات المختلفة.
وبناء على ذلك تم منح هؤلاء الشهادات المصلحية، وحرصا منا للتأكد من أهلية البعض أجريت لهم كورسات تنشيطية لتقوية المعلومات، وعدد كبير منهم ذوي خبرة ومهارات وهذه الكورسات لمدة ستة أشهر لتساعدهم على اجتياز الامتحان.
وفي الأثناء، أكد مدير الأطر الصحية والدراسات المستمرة، بجامعة العلوم الصحية بولاية كسلا، عثمان محمد علي أكد، حرصهم لتقنين أوضاع الكوادر الصحية بالولاية، وذلك باستيعابهم في برامج الأكاديمية لنيلل الشهادات المؤهلة للعمل، منبهاً إلى أن الجامعة، دفعت بمجموعة من الطلاب خلال الفترة السابقة، بلغ عددهم نحو (250) طالب، وشدد على ضرورة تأهيل المعاونيين في المجال الصحي،
وقال إن أي مساعد صحي يتم تأهيله وفقاً لشروط أبرزها أن يكون ممارساً للمهنة ليتم تأهيله في نفس مجاله، موضحاً أن المعاون الصحي الذي لا يعمل في مركز صحي لا يجلس للإمتحان. وقال: أما بالنسبة لبقية الكوادر يجب أن يحمل شهادة في تخصصه، وتابع: “يتم ادخال الدارس في الكلية للممارس للمهنة ما بين 5 ـ 10 سنوات، ولابد أن يتؤام مع شروط الدبلوم، مشيراً إلى أن الدارسة تكون مكثفة، بحسب الجدول المقرر، والذين تم منحهم درجة الدبلوم درسوا لمدة 9 أشهر، بعد اخضاهم للامتحانات من المركز عن طريق لجنة الإمتحانات للتقييم والإشراف الاتحادية، والتي تجيز الأمتحانات وتمنح الشهادات.
وقال: كل هذا يأتي في اطار تقنين وضع الكوادر الطبية بشهادات معتمدة من الدولة، معلناً عن توزيعهم في التخصصات المختلفة كل حسب تخصصه، وأكد أن اللجنة المركزية أشادت بالعمل، وأن المجموعة المتخرجة تمارس عملها.
وفي اتصال هاتفي مع مدير إدارة الصيدلة بالولاية، الدكتور عمر عثمان أشاد بخطوة تأهيل الكوادر، مثمناً جهود وزارة الصحة الاتحادية وجامعة العلوم الصحية لدورهما في تطوير المجال، وقال إن هناك كوادر الصحية أجريت لهم معالجات بعد تأهيلهم في الأكاديمية، وتم منحهم شهادات،
وتابع ان ادارة الصيدلة سبق واغلقت معاهد الثلاثة اشهر، وفي رده على ما اثير حول تقنين اوضاع الصيادلة العاملين في ذات المجال بالتأمين الصحي، قال عمر: ان التامين الصحي بولاية كسلا أكثر مؤسسة تضم كوادر غير مؤهلين، مضيفاً أنهم يشرفون على دبلوم السنتين، بعد اغلاق دبلوم الثلاثة أشهر لتأهيل الكوادر،
وأشار إلى أن ادارته كانت قد اغلقت صيدلية تابعة للتأمين الصحي، يعمل بها كوادر غير مؤهلة، مؤكداً أن امتحانات حملة الدبلومات تمت بمعايير مهنية، كاشفا بأن ادارته سبق وأن طلبت من إدارة التأمين الصحي تقنين أوضاع عدد من العاملين في مهنة الصيدلة، وقال عثمان ان إدارته تتعامل مع كل من يحمل شهادة معترف بها من قبل الدولة.