Uncategorized
أخر الأخبار

سامي الرشيد … قائد التغيير في حج السودان رغم العواصف!

مكة المكرمة / الهادي قرن

على مدى سنوات عديدة، ظلت بعثة الحج السودانية تواجه تحديات جوهرية تتعلق بالإدارة، التنظيم، والخدمات المقدمة للحجيج. كانت هناك محاولات متعددة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، إلا أن العقبات ظلت قائمة، مما حال دون تحقيق تجربة حج تلبي تطلعات السودانيين. لكن هذا العام، شهدت منظومة الحج تحولاً غير مسبوق بفضل قيادة الأستاذ سامي الرشيد للمجلس الأعلى للحج والعمرة، حيث استطاع تجاوز الصعوبات وإرساء نموذج جديد يحقق الجودة والكفاءة في خدمة الحجاج، رغم العواصف السياسية والإعلامية التي تحاول النيل منه.

*إرث إداري وخبرة تراكُمية تقود التغيير**
لم يكن وصول سامي الرشيد إلى منصب رئيس المجلس الأعلى للحج والعمرة محض صدفة، بل جاء بناءً على مسيرة حافلة بالإنجازات والخبرات الإدارية المتراكمة. فقد شغل منصب المدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية بإقليم النيل الأزرق، وهي الوزارة المعنية بشؤون الحج والعمرة، كما تقلد منصب أمين أمانة الحج والعمرة في الإقليم ذاته. هذا بالإضافة إلى كونه رجل أعمال بارع، عمل في مجالات التعدين، ورئيس اتحاد مزارعي النيل الأزرق، مما جعله شخصية قيادية تمتلك رؤية واضحة وقدرة على إدارة الملفات الكبرى بجدارة.

*التحديات السياسية والإعلامية.. محاولة لعرقلة النجاح*

لا يخفى على أحد أن إدارة ملف الحج في السودان تُعد من أكثر المهام تعقيداً، لما يتطلبه من دقة وتنظيم عاليين، فضلاً عن التعامل مع تعاقدات شركات النقل والتنسيق بين الجهات المختلفة. ومنذ توليه المسؤولية، واجه سامي الرشيد حملة إعلامية شرسة استهدفت النيل من جهوده، حيث شككت بعض الأطراف في تعاقدات شركات النقل، معتبرةً أن اختيارها لم يكن وفق معايير مهنية دقيقة. لكن الواقع أثبت عكس ذلك، فالتعاقد تم بواسطة لجنة وزارية مكونة من 12 عضواً من أصحاب الخبرة في مجال النقل البحري، وأجمعوا على أن الشركة التي وقع عليها الاختيار تُعد من أفضل الشركات من حيث الكفاءة والجودة والخدمات المقدمة.

*حج استثنائي رغم الظروف الصعبة*

يأتي حج عام 1446 هـ وسط أوضاع سياسية واقتصادية معقدة تمر بها البلاد، لكن رغم ذلك، نجحت البعثة السودانية في تقديم تجربة حج استثنائية مقارنة بالسنوات الماضية. حيث شهدت إجراءات الحج هذا العام مشاركة أمناء الولايات في التنسيق داخل المملكة العربية السعودية لأول مرة منذ سنوات، وهو أمر كان قد اندثر في الفترات السابقة. إضافةً إلى ذلك، فإن تعاقد نواقل الحج لهذا العام جاء بطريقة احترافية، حيث تم توفير سفن عالية الجودة مع وضع خطط احتياطية لمواجهة أي أعطال محتملة، وهو شرط أساسي فرضته اللجنة الوزارية لضمان راحة الحجيج السودانيين.

*من الهامش إلى القيادة.. رجل صنع الفارق**

لطالما نظر البعض إلى الشخصيات القادمة من ولايات الهامش نظرة دونية، متجاهلين ما يمتلكونه من خبرات ومؤهلات تجعلهم قادرين على إدارة الملفات الكبرى بكفاءة. لكن تجربة سامي الرشيد جاءت لتكسر هذه الصورة النمطية، حيث استطاع أن يحدث نقلة نوعية في إدارة الحج السوداني، ليؤكد أن النجاح لا يرتبط بالمكان بقدر ما يرتبط بالكفاءة والإصرار على تحقيق الأفضل.

في الختام، يبدو أن حج عام 1446 هـ سيظل علامة فارقة في تاريخ البعثة السودانية، حيث تم إرساء نموذج جديد يعكس مدى التغيير الذي أحدثه سامي الرشيد في إدارة هذا الملف. ورغم الحملات الإعلامية ومحاولات التشكيك، فإن الواقع على الأرض يثبت أن هذا العام شهد أفضل تنظيم لحج السودان منذ سنوات طويلة، ليكون بمثابة انطلاقة جديدة نحو مستقبل أكثر احترافية في إدارة هذا الركن العظيم من الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى