تصريحات العطا.. هل يعيد جيش البرهان إنتاج أزمات الماضي مع الجوار؟

أعرب تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” الثلاثاء عن استنكاره الشديد لـ”التصريحات العدائية” الصادرة عن مساعد قائد ، ياسر العطا، التي تضمنت تهديدات صريحة لدولتي تشاد وجنوب السودان، وقد أثار هذا التصريح قلقًا متزايدًا في الداخل السوداني حول إمكانية إقحام البلاد في توترات جديدة مع جيرانه.
وأكد تحالف “تأسيس” في بيان صادر عنه أن هذه التصريحات “غير المسؤولة” لا تعبر عن الشعب السوداني، بل تعكس النهج العدواني الذي اتبعه نظام الإسلاميين في تصدير الأزمات وتهديد أمن واستقرار الدول المجاورة والمنطقة بأسرها.
وكان “العطا”، وهو عضو مجلس السيادة السوداني، قد هدد يوم الأحد الماضي الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي “كاكا” بأن مطاري نجامينا وأم جرس في تشاد هما أهداف مشروعة للجيش السوداني، كما اتهم دوائر في حكومة جنوب السودان بالعمالة والخيانة.
وأدان التحالف في بيانه هذه التصريحات، مؤكدًا أن “تأسيس” الذي يضم طيفًا واسعًا من القوى العسكرية والسياسية والمدنية في السودان، على وشك إعلان الحكومة الجديدة في البلاد قريبًا.
وأكد التحالف أنه لا يمكن قبول مثل هذه المحاولات البائسة لاستعداء الدول المجاورة التي استضافت الآلاف من السودانيين الفارين من الحرب التي أشعلها الإسلاميون وعناصرهم داخل الجيش السوداني المختطف.
وأضاف البيان أن السودان الجديد، الذي يسعى التحالف إلى تأسيسه، لن يكون منطلقًا لمشاريع الفوضى والتخريب، بل سيكون دولة تقوم على قيم السلام والانفتاح والتواصل الإيجابي بين الشعوب.
ووجه التحالف اتهامات لفلول النظام “الإسلاموي” المعزول الذين يتحكمون في قرار قادة الجيش بدعم الحركات الإرهابية المتطرفة وتأسيس الميليشيات لزعزعة استقرار الدول المجاورة وجر البلاد إلى مزيد من العزلة والدمار.
وأكد “تأسيس” تضامنه الكامل مع جمهورية تشاد وجمهورية جنوب السودان في مواجهة هذه التصريحات غير المسؤولة، ودعا المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، والشركاء الإقليميون والدوليون، إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه التهديدات التي تعرض السلم والأمن الإقليمي والدولي للخطر.
كما شدد على أن الطريق الوحيد لخروج السودان من أزمته الحالية يكمن في هزيمة هذا النظام “الإسلاموي الإرهابي” وبناء دولة علمانية فيدرالية مدنية تحترم المواثيق الدولية وتكرس علاقتها مع العالم على أسس الاحترام والسلام والتنمية.
وأكد البيان على أن السودان لن يكون بؤرة للفوضى والكراهية والإرهاب، مشيرًا إلى أن القوى الوطنية الحية في السودان ستسعى لأن يكون السودان عامل استقرار وسلام في محيطه الإقليمي والدولي.
من جانبها، استنكرت وزارة الخارجية التشادية تصريحات ياسر العطا، معتبرة إياها “غير مسؤولة” وتتضمن تهديدات صريحة تمس أمن وسلامة أراضي تشاد، واصفة إياها بـ”إعلان حرب”.
وأكدت وزارة الخارجية التشادية أن الوضع الراهن، الذي وصفته بالمؤسف، هو نتيجة مباشرة لانعدام المسؤولية من قبل القادة العسكريين الجدد في السودان، مشيرة إلى أن تشاد لن تتساهل مع أي شكل من أشكال العدوان الموجه ضدها.
وأضافت أن تشاد سترد بشكل صارم ومناسب مع طبيعة العدوان في حال تم المساس بأراضيها أو أمنها.
وفي رد فعل مماثل، استدعت وزارة خارجية حكومة جنوب السودان، يوم الاثنين، السفير السوداني في جوبا، عصام كرار، للاحتجاج على التصريحات التي أدلى بها مساعد قائد الجيش السوداني ضد بلادها.
واعتبرت حكومة جنوب السودان هذه التصريحات بمنزلة “مهاجمة لدول مستقلة” واصفة إياها بـ”المستفزة وغير المسؤولة”، معتبرة أنها تهديد للعلاقات وحسن الجوار والقانون الدولي.
وأكدت حكومة جوبا أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة كافة لحماية سيادتها وأمنها وكرامة مواطنيها من أي شكل من أشكال الاعتداء، في الوقت الذي ستستمر فيه في اتباع الوسائل الدبلوماسية للحفاظ على الأمن الإقليمي.
ودعت جوبا دول الإقليم والاتحاد الإفريقي إلى اتخاذ موقف حازم من هذه التصريحات العدوانية لمنع أي تفاقم محتمل للأوضاع.
Source link